2014 دورة

عثمان سمبين

عثمان سمبين

سوف نصنع الأفلام كما نصنع الأطفال في بطون زوجاتنا

يعتبر عثمان سمبين من أهم المخرجين السينمائيين في أفريقيا اليوم، وهو أحد جماعة من السينمائيين استطاعوا أن يجعلوا من السينما السنغالية أهم سينما في أفريقيا السوداء. 

قال لي عثمان سمبين عندما التقيت به لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي الفرنسي عام 1967، وكان عضوا في لجنة التحكيم: لم أكن أعتقد أن فقري سيحول دون دخولي الجامعة، ولكن هذا ما حدث، ووجدت في الأدب الوسيلة التي تحقق رغبتي وهي الاتصال بالجماهير الأفريقية التي خرجت من بينها، وأعرف ما تعانيه جيداً، كما أعرف ما تتطلع إليه في المستقبل. 

وفي عام 1963 أخرج سمبين أول أفلامه، وهو الفيلم الروائي القصير "رجل العربة" وفي عام 1964 أخرج فيلمه الثاني، وكان أيضاً فيلما روائياً قصيرا باسم "الحقول". 

وبعد عامين من العمل أخرج سمبين فيلمه الروائي الطويل الأول "السوداء المجهولة" الذي فاز بالجائزة الكبري في مهرجان قرطاج الأول عام 1966. وكان عثمان سمبين هو اكتشاف المهرجان. 

هل هناك سينما أفريقية؟ 

- هناك أسس للسينما في أفريقيا، ولكن ليس هناك بعد ما يسمي بالسينما الأفريقية فدور العرض موجودة، ولكن ملك للأجانب وهناك مخرجين في النيجر والكاميرون ومالي والسنغال وغيرها من دول أفريقيا السوداء ولكنهم لايعملون بوسيلة أو بأخرى لا يجدون من يوزع أفلامهم. 

وماهي أفاق المستقبل؟ 

- لابد من تأمين دور العرض كخطوة أساسية، ثم لابد أن يكافح المخرجون وسوف تمول الجماهير أفلامهم، إذا عبروا عنها بصدق، ومن ناحية أخرى لابد من إقامة مؤتمرات ومهرجانات للسينما في أفريقيا.. وذلك لدراسة المشكلات والتعاون على حلها. 

من أنتم؟ 

- نحن الكتاب والفنانون أعضاء اتحاد الوجود الأفريقي الذي تأسس في باريس عام 1947 وله الآن فروع في كل بلاد أفريقيا السوداء. كما أن له مجلة خاصة تصدر في باريس. 

بمناسبة باريس كتب ماريو روسبولي في "بحثه من أجل السينما في الدول النامية" أن السينما الحقيقة هي السينما النموذجية لهذه الدول.. ما رأيك في هذا الموضوع؟ 

- محض كلام فارغ؟ فليس هناك معني لأن يحدد روسبولي أو غيره اتجاها واحدا من اتجاهات السينما للدول النامية، ليس هناك معني لأن يجعل نفسه وصيا على هذه الدول ويختار لها سينما الحقيقة أو أي تجاه آخر، أنني لا أري ما يمنع أن تخرج الأفلام من كل الاتجاهات، بل ونصنع اتجاهات جديدة، أنني أقول لروسبولي وأمثاله: كفوا عن الاختيار لينا.. أيها الأوربيون سوف نصنع الأفلام، كما نصنع الأطفال في بطون زوجاتنا. 

ولكننا نحتاج إلى عون أوربا؟ 

- نعم.. هذا صحيح، وقد ذهبت إلى هناك، وتركت بلدي طويلا لأتعلم ومن الواجب علينا أن نتعلم لكي نستطيع أن نصنع شيئاً، ولكن هناك فرق بين أن نتعلم وأن نستمع إلى هؤلاء الأئمة بغير مآذن ولا جوامع. 

لاحظت أن فيلميك القصيرين وفيلمك الطويل الأول عرضوا في العديد من مهرجانات السينما.. إلى أي جمهور تتوجه، أو بعبارة أوضح من هو جمهورك؟ 

- جمهوري هو الجمهور السنغالي بوجه خاص. والجمهور الأفريقي بوجه عام، وهذا دون أدني مناقشة، أنني لا أعتقد بوجود ما يسمي بالعالمية.. فالعالمية لا تأتي – ولم تأت ابداً في تاريخ الفن- إلا من التعبير عن الواقع الذي يحياه الفنان، والتعمق فيه. وإذا ما نجح الفنان في خلق أسلوبه الخاص أصبح بالضرورة عالمياً. 

باعتبارك أفريقيا.. هل تري أن هناك تطور مافي موقف السينما الامريكية من قضية السود في أمريكا؟ 

- هناك تطور بسيط، ولكنه سطحي للغاية.. لقد اعطت هوليود بعض الأدوار لسيدني بواتية وغيره. ولكنها لم تعبر قط عن واقع السود في أمريكا. مشكلة السود في أمريكا مشكلة طبقية.. أنهم بروليتاريا أمريكا وهذا مالم يظهر أبدا في الأفلام الأمريكية. 

وقد عرضوا علي العمل في هوليود. ولكنني رفضت من أجل فيتنام. هناك حيث ترسل الإمبريالية الأمريكية من السود أضعاف ما ترسل من البيض لكي يحاربوا من أجل قضية خاسرة، عوضا عن أنها ليست قضيتهم ولا قضية الشعب الأمريكي كله. 

جريدة الجمهورية –مصر

13 يوليو 1967